عيد العمال بلا حقوق

ازويرات – 1 مايو 2025 | العين ميديا

بينما يحتفل العالم بعيد العمال، احتدمت أزمة داخل أروقة الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (أسنيم) بمدينة ازويرات، بعد أن فشل ممثلو العمال في الاتفاق حول مذكرة تفاهم عرضتها الإدارة بخصوص العريضة المطلبية التي تم رفعها منذ أشهر.

في اجتماع خاص، ضم 15 مندوبًا يمثلون خمس نقابات رئيسية هي: CGTM، UTM، CMT، CLTM، CNTM، وافق 12 مندوبًا على توقيع المذكرة، في حين رفض 3 مناديب التوقيع عليها، معتبرين أن مضمونها “لا يرقى لمستوى تضحيات العمال، ولا يعكس وعود الشركة المعلنة”.

من الوعود إلى خيبة الأمل

كانت الشركة قد رفعت شعارًا طموحًا بتحقيق 14 مليون طن من خام الحديد خلال السنة 2024 المنصرمة ، مقابل وعود للعمال بتحفيزات معتبرة، زيادات في الرواتب، وترقيات في السلم الوظيفي.

وقد تجاوز العمال الهدف بالفعل بإنتاج فاق 14.3 مليون طن، ما اعتُبر “إنجازًا غير مسبوق”، وفق مراقبين نقابيين.

لكن المقترح الذي قدمته الإدارة لاحقًا لم يتضمن سوى “زيادات محدودة، إن لم تكن منعدمة”، ما أثار سخط عدد من العمال ورفض بعض ممثليهم.

مندوب رافض للمذكرة قال لـ”العين ميديا”:

“رفضنا التوقيع لأن المذكرة لا تحترم العريضة التي تم التوافق عليها بين النقابات الخمس: CGTM وUTM وCMT وCLTM وCNTM. لا يمكن القبول بتجاهل تضحيات العمال، خاصة في يومهم العالمي”.

مطالب معلّقة منذ سنة 

تضمنت العريضة المطلبية الموحدة التي رُفعت في مطلع السنة، بنودًا عدة:

-رفع الرواتب الأساسية

-صرف منح التحفيز

-تحسين بيئة العمل

-التسريع في التقدم الوظيفي

ورغم جولات الحوار، لم تُترجم هذه المطالب إلى التزامات واضحة، ما دفع البعض لاتهام الإدارة بـ”المماطلة” و”اللعب على التناقضات النقابية”.

قوانين واتفاقيات تدعم العمال

وفقًا لمقتضيات مدونة الشغل الموريتانية، يحق للعمال التكتل ضمن نقابات والمطالبة بحقوقهم عبر التفاوض الجماعي.

كما تنص اتفاقيات منظمة العمل الدولية (وخاصة الاتفاقيتان 87 و98) على حق العمال في التنظيم الحر والتفاوض العادل.

أما الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فيؤكد في مادته الـ23:

“لكل شخص الحق في أجر عادل ومناسب يكفل له ولأسرته عيشًا كريمًا”.

الانقسام النقابي.. ورهان المرحلة القادمة

يرى مراقبون أن تباين مواقف المناديب يعود إلى اختلاف مرجعيات النقابات، وتفاوت مستويات الضغط داخل الشركة. ويخشى البعض أن يؤدي هذا الانقسام إلى إضعاف الموقف التفاوضي للعمال.

أحد المناديب المؤيدين للتوقيع صرح لنا:

“لا أحد باع مطالب العمال، لكن لا بد من الواقعية. الحوار مستمر، وهذه خطوة أولى قد تُبنى عليها مكاسب لاحقة”.

في يومهم العالمي، وجد عمال “أسنيم” أنفسهم بين مناديب يطالبون بالعودة للعريضة الأصلية، وآخرين يقبلون بمذكرة “مرحلية”، وبينهم جميعًا شريحة واسعة من العمال تنتظر وفاء الإدارة بالوعود… لا المزيد من المماطلة.