●”قمة فوكاك في بكين: شراكة استراتيجية تعيد رسم مستقبل التعاون الصيني الإفريقي”

● تستضيف العاصمة الصينية بكين حاليًا قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي (فوكاك)، والذي يُعد من أبرز الفعاليات الدولية التي تُعزز الشراكة بين الصين والدول الإفريقية. يجمع هذا الحدث قادة من مختلف الدول الإفريقية لمناقشة سبل التعاون والتكامل بين الطرفين، وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد، التجارة، الأمن، والبنية التحتية.
● من بين الحضور البارزين في هذه القمة، يشارك الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي يتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي في الوقت الحالي. تُشكل مشاركة الرئيس غزواني فرصة للتعبير عن رؤى القارة الإفريقية، وتعزيز صوت إفريقيا في الحوار مع الصين بشأن الشراكات الاستراتيجية والتحديات المشتركة.
● تركز قمة فوكاك هذا العام على عدة محاور أساسية، منها التعاون الاقتصادي والتجاري، ودعم التنمية المستدامة، وتعزيز البنية التحتية في إفريقيا. تسعى الصين من خلال هذه القمة إلى تعزيز استثماراتها في القارة الإفريقية، ودعم جهود التنمية من خلال تقديم القروض والمساعدات، وتنفيذ مشاريع تنموية استراتيجية تخدم مصالح الجانبين.
● وتعكس القمة الالتزام الصيني بزيادة التعاون مع الدول الإفريقية، حيث تم الإعلان عن عدد من المشاريع المشتركة في مجالات البنية التحتية، والطاقة المتجددة، والتعليم، والصحة. كما تم توقيع عدة اتفاقيات تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال مكافحة التغير المناخي، وتحسين البنية التحتية الرقمية في إفريقيا.
● بالإضافة إلى الجوانب الاقتصادية، تشهد القمة مناقشات حول الأمن والاستقرار في القارة الإفريقية. يهدف المنتدى إلى تعزيز التعاون الأمني بين الصين وإفريقيا، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، وتعزيز القدرات الدفاعية، والتعاون في مجال الأمن السيبراني، بما يساهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة.
●وتتطلع الدول الإفريقية من خلال هذه القمة إلى الحصول على دعم أكبر من الصين في مجال التكنولوجيا والابتكار، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها في التحول الرقمي. الصين بدورها تُعبر عن استعدادها لتقديم المساعدة في هذا المجال، من خلال نقل التكنولوجيا وتدريب الكوادر الإفريقية لتمكينها من قيادة مسيرة التطوير في بلدانها.
● كما يناقش قادة الدول الإفريقية والصين في القمة سبل تعزيز التعاون الثقافي والإنساني، بهدف تعزيز التفاهم المتبادل وبناء جسور التواصل بين الشعوب. يتضمن ذلك زيادة التبادل الثقافي والبرامج التعليمية، وتوفير المنح الدراسية للطلاب الأفارقة للدراسة في الجامعات الصينية.
● تُعد قمة فوكاك للتعاون الصيني الإفريقي محطة هامة في مسار العلاقات بين الجانبين، حيث تعزز من الروابط الاقتصادية والسياسية والثقافية. وبمشاركة قادة الدول، تُبرهن القمة على الأهمية المتزايدة للعلاقات الصينية الإفريقية، وتُسلط الضوء على الدور الريادي الذي يمكن أن تلعبه الصين في دعم التنمية في القارة السمراء، بما يتماشى مع رؤية الدول الإفريقية لمستقبل أكثر ازدهارًا واستقرارًا.