العين ميديا- نواكشوط :نظّمت “حركة الجيل الثالث” ندوة بعنوان “الشباب السياسي ودوره في محاربة الفساد”، حيث شارك فيها مجموعة من الشباب، من بينهم الدكتور نور الدين ولد محمدو، رئيس حزب “موريتانيا إلى الأمام” (تحت التأسيس)، ويعقوب ولد امرابط من حركة “كفانا”، بالإضافة إلى عدد من الشباب الموالين للنظام الحالي برئاسة محمد ولد الشيخ الغزواني.

تناولت الندوة موضوع الفساد وتأثيره السلبي على مؤسسات الدولة، مع التركيز على دور محكمة الحسابات والمفتشية العامة للدولة التابعة لرئاسة الجمهورية. أشار المتحدثون إلى استمرار تفشي الفساد منذ العهود السابقة وحتى اليوم، معبرين عن خيبة أملهم من فشل شعار “محاربة الفساد” الذي رفعه وزراء سابقون في عهد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، والذي يُحاكم حاليًا بتهم الفساد. كما تم التطرق إلى تورط بعض الوزراء الحاليين، مثل الوزير الأول المختار ولد اجاي، في قضايا فساد خلال فترة النظام السابق.

أجمع المشاركون على أن الفساد أثّر سلبًا على مختلف قطاعات الدولة، بما في ذلك الصحة، الاقتصاد، التعليم، والعدالة. وأشار الدكتور نور الدين ولد محمدو إلى أن “استمرار الفساد يعوق تقدم موريتانيا ويهدد مستقبل أجيالها”. من جانبه، أكد يعقوب ولد امرابط على “ضرورة تفعيل دور الشباب في محاربة الفساد وتعزيز الشفافية في المؤسسات الحكومية”.

وتُعاني موريتانيا منذ سنوات من تحديات متعلقة بالفساد والشفافية في المؤسسات الحكومية. ورغم الجهود المبذولة لمكافحة هذه الظاهرة، إلا أن التقارير المحلية والدولية تشير إلى استمرار وجود ممارسات فساد تؤثر على التنمية المستدامة والاستقرار الاجتماعي.

حلول موضوعية لمحاربة الفساد

1. تعزيز الشفافية والمساءلة: نشر التقارير المالية والإدارية للمؤسسات الحكومية بانتظام، وتسهيل وصول المواطنين إلى المعلومات المتعلقة بإدارة الشؤون العامة.

2. تفعيل دور الأجهزة الرقابية: منح محكمة الحسابات والمفتشية العامة للدولة الصلاحيات والموارد اللازمة للقيام بمهامها بفعالية، وضمان استقلاليتها عن التأثيرات السياسية.

3. إشراك المجتمع المدني: تشجيع منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام على مراقبة أداء الحكومة والكشف عن حالات الفساد، وتوفير الحماية للمبلغين عن هذه الحالات.

4. تعزيز التعليم والتوعية: إدراج مفاهيم النزاهة والأخلاق المهنية في المناهج التعليمية، وتنظيم حملات توعية تستهدف جميع فئات المجتمع حول مخاطر الفساد وسبل مكافحته.

5. إصلاح النظام القضائي: ضمان استقلالية القضاء وتدريبه على التعامل مع قضايا الفساد بفعالية وسرعة، وتطبيق العقوبات الرادعة على المتورطين.

● كيف يمكن محاربة الفساد بوجود مفسدين في مناصب قيادية وغياب الشفافية؟

● هذا السؤال يطرح تحديًا حقيقيًا أمام جهود مكافحة الفساد في موريتانيا، ويستدعي تبني إصلاحات جذرية تضمن استبعاد المتورطين في الفساد من مواقع السلطة، وتعزيز ثقافة الشفافية والمساءلة في جميع مستويات الحكم.