تسرب غاز “آحميم” يثير القلق

أكدت شركة الطاقة البريطانية BP، ، أن الجهود متقدمة في إصلاح تسرب الغاز الذي تم اكتشافه في حقل تورتو أحميم الكبير للغاز الطبيعي المسال (GTA)، الواقع على الحدود البحرية بين موريتانيا والسنغال.

تفاصيل التسرب وتأثيراته

ونقلت عدة وكالات إخبارية عن الشركة أن التسرب عبارة عن فقاعات غاز منخفضة المعدل تحت سطح البحر، ولا يشكل خطرًا مباشرًا على الموظفين، كما أنه من غير المرجح أن يؤدي إلى أضرار بيئية كبيرة. وأكدت BP أن عمليات الإصلاح جارية، مشيرة إلى أن الآبار الثلاثة المتبقية في الموقع مستمرة في الإنتاج العادي أثناء معالجة المشكلة.

وفي هذا السياق، قال متحدث باسم الشركة:

“نحن نعمل على إصلاح التسرب بأقصى سرعة مع اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة العاملين والبيئة البحرية. ننسق عن كثب مع السلطات الموريتانية والسنغالية لضمان إدارة الوضع بشكل مسؤول وشفاف.”

تأثير الإنتاج ومساهمة الحقل في الاقتصاد

ورغم هذا الحادث، أكدت BP أن حقل GTA لا يزال يسير وفق المخطط، ومن المتوقع أن ينتج حوالي 2.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا. وتُعوّل موريتانيا والسنغال على إنتاج الحقل للمساهمة في النمو الاقتصادي وتعزيز الطاقة المحلية والصادرات.

المخاوف البيئية وردود الفعل

أثار الإعلان عن التسرب مخاوف بشأن التأثيرات البيئية المحتملة، خاصة أن الحقل يقع في منطقة بحرية حساسة. وفي 19 فبراير، أعلنت وزارة البيئة الموريتانية عن فتح تحقيق شامل بهدف احتواء الوضع والحد من أي آثار بيئية.

وحول هذه المخاطر، قال خبير البيئة الموريتاني محمد ولد السالك في تصريح لـ”العين ميديا”:

“التسربات الغازية تحت سطح البحر قد تؤدي إلى اضطرابات بيئية، خاصة إذا كانت مستمرة لفترة طويلة. رغم أن BP تصف التسرب بأنه منخفض المعدل، فمن الضروري إجراء تقييم مستقل للتأكد من عدم وجود تأثيرات طويلة الأمد على الحياة البحرية.”

هل يشكل التسرب تهديدًا بيئيًا؟

من الناحية العلمية، تعتمد خطورة تسرب الغاز على عدة عوامل، من بينها كمية الغاز المتسربة، ومدى استمرارها، وتأثيرها على الأوكسجين المذاب في الماء. في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي هذه التسربات إلى تغييرات في النظام البيئي البحري، وقد تؤثر على الثروة السمكية في المنطقة.

لكن وفقًا لما أعلنته BP حتى الآن، فإن التسرب تحت السيطرة، ولا يوجد خطر بيئي كبير. ومع ذلك، تبقى الحاجة لمراقبة مستمرة، خاصة أن أي زيادة في معدل التسرب قد تشكل تحديًا بيئيًا يتطلب تدخلًا أوسع.

يبدو أن حادث التسرب في حقل GTA لم يؤثر بشكل كبير على العمليات الجارية في الموقع، حيث تستمر عمليات الإنتاج وفق المخطط. وبينما تؤكد BP أن الوضع تحت السيطرة، لا تزال المخاوف البيئية قائمة، مما يجعل متابعة التطورات ومخرجات التحقيق الموريتاني أمرًا حاسمًا لضمان الشفافية وسلامة البيئة البحرية.