الأئمة في مواجهة الفساد

العين ميديا – نواكشوط – 8 مارس 2025: نظمت منظمة الشفافية الشاملة اليوم الأحد ندوة فكرية تحت عنوان “دور الأئمة والمجتمع في محاربة الفساد”، بحضور لفيف من الأئمة والدعاة، الذين ناقشوا خطورة الفساد من منظور ديني، ودور الأئمة في التوعية بأهمية الحفاظ على المال العام.
الفساد.. العدو الأول للتنمية
تناول المشاركون في الندوة مختلف الجوانب المرتبطة بالفساد، حيث شدد المتحدثون على أن الفساد يعد العقبة الأبرز أمام التنمية، مؤكدين أن الإسلام شدد على ضرورة محاربته.
“إن محاربة الفساد ليست مسؤولية الدولة وحدها، بل هي واجب ديني ومجتمعي، وعلى الأئمة أن يلعبوا دورًا أساسيًا في توعية الناس بحرمة المال العام وضرورة الحفاظ عليه.”
كما تناولت المداخلات أهمية تعزيز ثقافة الشفافية والمساءلة في المجتمع، حيث، شدد اغلب المتدخلين :
“الإسلام لم يكتفِ بتجريم الفساد، بل وضع ضوابط واضحة للحفاظ على المال العام، وألزم الحاكم بأن يكون قدوة في النزاهة والعدل.”
الندوة الأولى من نوعها في مجال مكافحة الفساد دينيًا
تُعد هذه الندوة الأولى من نوعها التي تنظمها المنظمة من منظور ديني، ضمن جهودها لمحاربة الفساد، إذ سبق لها تنظيم عدة ندوات في مجالات قانونية وإعلامية وسياسية، بهدف تسليط الضوء على مظاهر الفساد وتأثيره على الدولة الموريتانية.

وفي هذا السياق، قال رئيس المنظمة، السيناتور محمد ولد غدة :
“محاربة الفساد تتطلب تكاتف الجميع، والجانب الديني له تأثير كبير على سلوك الأفراد والمجتمع. نحن نؤمن بأن الأئمة يمكن أن يكونوا صوتًا قويًا في تعزيز النزاهة والشفافية.”
منظمة الشفافية وسجل حافل بكشف قضايا الفساد
تُعرف منظمة الشفافية الشاملة بنشاطها الواسع في كشف ملفات الفساد، حيث أثارت العديد من القضايا المثيرة للجدل، وكان آخرها ما أدى إلى سجن رئيسها السيناتور محمد ولد غدة قبل الإفراج عنه مؤخرًا. وقد أكد متابعون أن المنظمة لعبت دورًا رئيسيًا في الكشف عن قضايا تتعلق بسوء استغلال المال العام، مما جعلها هدفًا لجهات عدة.
ختام وتوصيات
اختُتمت الندوة بعدة توصيات، من أبرزها:
- تعزيز دور الأئمة في نشر الوعي حول مخاطر الفساد.
- دعوة الجهات الرسمية إلى دعم مبادرات الشفافية والنزاهة.
- تشجيع المواطنين على الإبلاغ عن حالات الفساد والمطالبة بالمحاسبة.
يُذكر أن منظمة الشفافية الشاملة تعتزم تنظيم مزيد من الفعاليات والندوات في المستقبل، بهدف تعزيز ثقافة النزاهة في المجتمع الموريتاني.