انفو غرافي: أزمة العطش في نواكشوط معانات مستمرة وتفسيرات متضاربة

منذ سنتان، تعيش العاصمة الموريتانية نواكشوط أزمة عطش خانقة، زادت حدتها مع مرور الوقت دون حلول جذرية تلوح في الأفق. فالمدينة التي تعتمد بشكل رئيسي على مياه آفطوط الساحلي.
تجد المدينة نفسها كل عام في مواجهة انقطاعات متكررة للمياه، مما يثير استياء المواطنين وتساؤلاتهم حول الأسباب الحقيقية وراء هذه الأزمة.
▪︎وزير جديد، مشكلات قديمة
السنة الماضية، كانت الأزمة محور زيارة مفاجئة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لمدينة روصو، حيث أقال مدير شركة المياه SNDE آنذاك وأرجع الأزمة إلى عدم صيانة قنوات المياه الواصلة بين نواكشوط وروصو.
رغم ذلك، لم تحل المشكلة، وأصبح العطش جزءاً من حياة سكان نواكشوط الذين يعيشون وسط تناقضات غريبة في بلد يُعرف بوفرة المياه الجوفية.
▪︎روايات متعددة والسبب مجهول
المدون بابه الدي، عبر عن استغرابه من استمرار الأزمة، مشيراً إلى أن المواطنين لا يحتاجون فقط للماء، بل لمعرفة الحقيقة وراء ما يحدث. ويضيف: “هل زاد عدد السكان بشكل كبير؟ هل تعطلت المولدات أو المواسير؟ لماذا نواجه هذه الأزمة في كل خريف؟”.
في نواذيبو، تتكرر نفس المشكلة، حيث تعاني المدينة الساحلية من انقطاعات المياه رغم توفر مصادرها من المياه الجوفية، مما يثير تساؤلات حول فعالية الإدارة المائية في البلاد.
▪︎تبادل الاتهامات
تتباين الآراء حول المسؤول عن هذه الأزمة. ففيما تشير النائبة البرلمانية مونى منت الدي إلى “عصابة” تربح من بيع المياه عبر الصهاريج وتستفيد من الوضع الحالي، يدافع المدون حسن لبات الموالي للحكومة عن الوزيرة الجديدة آمال بنت مولود، مشيراً إلى أن المشكلة تعود إلى زيادة نسبة الطمي في نهر السنغال بعد الأمطار الأخيرة، وليس لسوء إدارة من الوزيرة.
تعليقات المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل تعليق أحمد حمن الشيخ فال، تشير إلى فساد داخل القطاع نفسه حيث يتحمل الفنيون والإداريون جزءًا كبيرًا من المسؤولية، بينما يرى آخرون مثل أحمد الخضير أن المشكلة هي نتاج فشل متأصل في النظام بأكمله.
▪︎ماذا تقول الجهات الحكومية؟
في رد على هذه الانتقادات، أوضحت الوزيرة آمال بنت مولود أنها تدرس حالياً ملفات القطاع للتعرف على التحديات التي تواجهها. وفي حين تعترف الوزيرة بالصعوبات، تؤكد على ضرورة تحسين الأداء بالتعاون مع الجميع.
الوزير السابق إسماعيل عبد الفتاح كان قد أكد في زيارات سابقة لمنشآت مائية في نواذيبو ونواكشوط على أهمية الصيانة المستمرة وزيادة الإنتاج، مشيراً إلى مشاريع تحلية مياه البحر والتوسع في محطات الضخ.
▪︎أزمة بلا نهاية واضحة
في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الحكومية لتحسين وضع المياه في العاصمة ومدن أخرى، يبقى المواطن الموريتاني يعاني من العطش، وتستمر التساؤلات حول مدى جدية هذه الجهود وفعاليتها. في ظل هذه الظروف، تبقى نواكشوط وغيرها من المدن الموريتانية في انتظار حلول حقيقية تنهي هذه الأزمة المتكررة وتعيد للمواطنين حقهم في الحصول على ماء نظيف ومستمر.