فرار بشار الاسد والمعارضة في دمشق

العين ميديا – دمشق
شهدت سوريا اليوم تحولًا كبيرًا في تاريخها الحديث، مع الإعلان عن سقوط نظام بشار الأسد بعد أكثر من عقدين من الحكم. وأعلنت هيئة تحرير الشام، بقيادة أبو محمد الجولاني، سيطرتها على العاصمة دمشق ومؤسسات الدولة الرئيسية، منهيةً حقبة طويلة من الصراع الداخلي والاضطرابات.
تفاصيل الحدث
بحسب مصادر ميدانية، توجت أسابيع من المواجهات العسكرية المكثفة بين قوات النظام والمعارضة المسلحة بسيطرة هيئة تحرير الشام على القصر الرئاسي في دمشق. وأصدر الجولاني بيانًا أكد فيه “تحرير سوريا من الظلم والطغيان” ووعد بـ”إعادة بناء دولة قائمة على العدالة والشريعة الإسلامية”.
وبدأ نظام بشار الأسد في عام 2000 بعد وفاة والده، حافظ الأسد، الذي حكم البلاد بقبضة من حديد لعقود. اندلعت الثورة السورية عام 2011 ضمن موجة الربيع العربي، وقوبلت بالدم والعنف، مما أدى إلى حرب أهلية طويلة الأمد. على مدار السنوات، تحولت الصراعات إلى مواجهة متعددة الأطراف، أبرزها النظام السوري، المعارضة المعتدلة، والجماعات المسلحة مثل هيئة تحرير الشام.
ردود الفعل الإقليمية والدولية
إقليمياً:
تركيا: رحبت الحكومة التركية بسقوط النظام، وأعربت عن أملها في عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم قريبًا، مؤكدةً استعدادها للتعاون في تحقيق الاستقرار.
إيران: وصفت الحدث بأنه “كارثة كبرى” وهددت باتخاذ خطوات لحماية ما وصفته بـ”المصالح الاستراتيجية” في سوريا.
دول الخليج: رحبت السعودية وقطر بتغيير القيادة، داعيةً إلى مرحلة انتقالية تضمن سلامة السوريين ووحدة أراضيهم.
دولياً:
الولايات المتحدة: أعربت عن “قلق بالغ” حيال سيطرة هيئة تحرير الشام، محذرةً من “خطر الإرهاب”، لكنها أكدت ضرورة احترام حقوق الشعب السوري.
روسيا: اعتبرت التطورات “ضربة كبرى للاستقرار في المنطقة”، ودعت إلى استئناف المفاوضات الدولية لحل الأزمة السورية.
الاتحاد الأوروبي: دعا إلى اجتماع طارئ لبحث الوضع، مشددًا على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية تمثل جميع الأطراف.
من الحدث
أبو محمد الجولاني (في أول خطاب له بعد السيطرة): “اليوم يطوى فصل من الطغيان، ويبدأ عهد جديد. سنعمل على إقامة نظام عادل يحترم إرادة الشعب.”
مواطن في دمشق: “نشعر بالارتياح لسقوط النظام، لكننا نخشى من المستقبل، لا نعلم ماذا ينتظرنا تحت حكم الجولاني.”
التحديات المقبلة
رغم سقوط النظام، تواجه سوريا تحديات كبرى، أبرزها تحقيق الاستقرار، إعادة الإعمار، وضمان عدم تجدد الصراع. سيطرة هيئة تحرير الشام، المصنفة كمنظمة إرهابية في العديد من الدول، تثير مخاوف إقليمية ودولية حول مستقبل البلاد وعلاقتها بالمجتمع الدولي.
مع نهاية نظام الأسد، تدخل سوريا مرحلة جديدة من تاريخها. مستقبل البلاد لا يزال غير واضح، لكن الأمل يظل قائمًا بأن تنعم أخيرًا بالسلام بعد سنوات طويلة من الصراع والمعاناة.