السنغال تُنهي الوجود الفرنسي

داكار – (العين ميديا) أعلنت فرنسا والسنغال تشكيل لجنة مشتركة لتنظيم شروط انسحاب القوات العسكرية الفرنسية من السنغال، وذلك في بيان مشترك أصدره وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ونظيرته السنغالية ياسينة فال، الأربعاء.
وأوضح البيان أن اللجنة ستتولى الإشراف على تفاصيل الانسحاب واستكمال نقل المنشآت العسكرية الفرنسية من السنغال بحلول نهاية عام 2025. كما أشار إلى أن “البلدين يخططان لتطوير تعاون جديد في مجال الدفاع والأمن يأخذ في الاعتبار الأولويات الاستراتيجية لجميع الأطراف”.
●الرئيس السنغالي: لا مكان لجنود أجانب في بلد مستقل
ويأتي هذا القرار بعد تأكيد الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي مطلع يناير/كانون الثاني الماضي أن “السنغال بلد مستقل، ولا ينبغي أن يكون هناك جنود أجانب في بلد مستقل”. وأضاف أنه وجه وزير القوات المسلحة لإعداد “عقيدة جديدة تسمح بإنهاء كامل الوجود العسكري الأجنبي في البلاد خلال عام 2025”.
وفي تصريحات سابقة، شدد فاي على ضرورة إغلاق القاعدة العسكرية الفرنسية في السنغال، لكنه لم يحدد موعدًا دقيقًا لذلك.
●انسحاب فرنسا من إفريقيا: تراجع النفوذ العسكري
يأتي هذا التطور في سياق انسحاب القوات الفرنسية من عدة دول إفريقية خلال السنوات الأخيرة، حيث اضطرت باريس إلى مغادرة أكثر من 70% من البلدان التي كانت لها فيها قوات منذ نهاية الفترة الاستعمارية. ولم يتبقَّ لها وجود عسكري في القارة سوى في جيبوتي (1500 جندي) والغابون (350 جنديًا).
وكانت تشاد قد طلبت هي الأخرى انسحاب القوات الفرنسية من أراضيها، وهو ما بدأ تنفيذه في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
● تحولات في العلاقات الإفريقية – الفرنسية
يشير هذا الانسحاب إلى مرحلة جديدة في العلاقة بين فرنسا ومستعمراتها السابقة، حيث تتزايد الدعوات في الدول الإفريقية لتعزيز الاستقلالية الأمنية، في ظل تصاعد المشاعر المناهضة للوجود العسكري الأجنبي، خاصة بعد الانقلابات العسكرية التي شهدتها المنطقة مؤخرًا.
وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن هذا التحول يعكس إعادة تشكيل خارطة النفوذ الفرنسي في إفريقيا، في وقت تتزايد فيه المنافسة الدولية على القارة، مع دخول قوى مثل روسيا والصين على الخط.