نموذج من دولة التأسيس

كلما رأيت بأم عيني أوما حدثني عنه الثقات من “ظاهر” ما يتملكه أغلب مسؤولي ما بعد العاشر يوليو من فلل في الخارج و قصور في الداخل وأسواق ومحطات توزيع الوقود وسيارات ….الخ تذكرت حال اسرة الوالد والخال الوزير محمذن ولد باباه شفاه الله ومد في عمره في عمره غداة انقلاب 78 ، فقد كان بحوزة وزير الدولة هذا و أحد أركان دولة التأسيس مجرد 100 أوقية قديمة و قبل اعتقاله سلمها لحرمه المصون وقال لها تصدقي بها أو حذيها لشراء لوازم الغداء ….!!!
(للمزيد من التفاصيل راجعوا مقابلة سامي اكليب مع الوزير محمذن في برنامج لقاء اليوم على قناة الجزيرة)….
جدير بالذكر أن الوزير باباه كان وراء إقناع الجزائريين بالمساهمة في إنشاء عملتنا الوطنية فقد ارتبط بقادة الثورة الجزائرية أيام كان طالبا في باريس فقد كان بيته مأوى يختفي فيه طلاب الجزائر خاصة أولئك الذين يحركون المظاهرات من أجل استقلال بلادهم وأكثر من ذلك كان يجمع التبرعات ويعبر بها الحدود التونسية الجزائرية متوجها إلى قادة الثورة المتحصنين في الجبال ليسلم لهم المال…لهذه الأسباب طلب منه الرئيس المؤسس المرحوم المختار أن يتولى التفاوض مع الجزائريين في شأن ضمانات العملة ولم يخيب قادة الجزائر اَماله فقد قالوا له إن خزائن الجزائر تحت تصرفه…
#الوزير الذي كان بحوزته100 أوقية غداة الانقلاب على نظامه محمذن باباه كان صاحب الخطاب الشهير أمام المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز في أول وفد يزور السعودية بعد اعتراف الجامعة العربية بموريتانيا وقد تأثر الملك فيصل بالخطاب إلى درجة مقاطعته والقول لقد أخطأنا في حق شنقيط وقررت الآن زيارة موريتانيا والمملكة تحت تصرفكم…وقد حدثني آية العصر المرحوم حمدا ولد التاه أنهم عندما خرجوا عن الملك فيصل قال العلامة المرحوم محمد سالم عدود (خطاب ولد باباه هذا خطاب مؤسس وتاريخي وسيعود بالنفع على موريتانيا ليته كان مسجلا)(حديث آية العصر حمدا موثق عندي).
جولات كثيرة ونقاشات مع المغفور لهم الشيخ زائد والشيخ صباح الأحمد الصباح والملك الحسن الثاني وأحمد حسن البكر وصدام حسين…كلها جلبت لهذا البلد الخير على يد رجل مازال حتى اليوم يسكن في حي شعبي.

شفى الله الوزير محمذن ولد باباه ومد في عمره.

#ابْعيد_هَاذَ_من_هَاذَ

حركت تدوينة الشيخ سيد محمد معي المياه الراكدة على منصة “فيس بوك” وأثارت الكثير من الأسئلة، وكانت غنية بالمعلومات القيمة والقيمية،  علق احدهم:  لقد  وفق الكاتب في إسقاطاته بين الجيلين، جيل التأسيس الذي حاول التأفف عن المال العام ، كماحاول إرسال مفهوم الدولة وإن كانت أدوات الجيلين تختلف زمانا ومكان،

علق آخر : الجيل الجديد بدوره حاول إرساء دولة المواطنة والحكامة الرشيدة، تأسيا بجيل التاسيس ، وقد رفع هذا الجيل في – المامورية الثانية- جملة من الشعارات من بينها محاربة الفساد، ولكن أليست محاربة الفساد إقرار بالفساد !؟

في المجمل جاءت تعاليق المدونين إستخلاصا لتجربة جيل التأسيس الذي  نجح أو حاول على الاقل في بناء الدولة الموريتانية، وعلى الجيل الجديد ان يحذو حذوهم والاستفادة من تجربتهم مع مراعات فارق الزمن، أو كمال قال احد المفكرين : إن كانت حركية القانون غير رجعية فإن حركة التاريخ عكس ذلك.